يعتقد الكثيرون -ومنهم عاملون في الوسط الطبي-أن عمليات جراحة البدانة هي عمليات تجميلية،ورغم تقديرنا لأهمية عمليات التجميل للبعض الا أن الواقع مختلف كليا ففي عمليات التجميل تكون رغبة المريض وعدم رضاه عن شكله هي المحدد الأول لإجراء الجراحة بينما في عمليات البدانة يكون علاج المرض او الوقاية منه هو الدافع الاساسي للجراحة. ولكي نعرف اهمية علاج البدانة لابد ان نتعرف اولا على مخاطر البدانة على الصحة.فالبدانة تؤهب بشكل كبير لأمراض مثل:الداء السكري،ارتفاع الضغط الشرياني،ارتفاع شحوم الدم والكولسترول،انقطاع التنفس اثناء النوم، حصيات المرارة الصفراويةو الفتوق الحجابية.وتؤهب بشكل متوسط لأمراض مثل:امراض القلب الشريانية،التنكس المفصلي(الركبة)،ارتفاع حمض البول ،دوالي الساقين و الصداع والشقيقة.وتؤهب بشكل طفيف لأمراض مثل:السرطان(الثدي.الرحم.الكولون…)،المبيض متعدد الكيسات،العقم،الفتوق،السلس البولي و الالام المفصلية …..و القائمة ستصبح طويلة اذا اردنا عدم التوقف،وعلاوة على المشاكل الصحية هنالك مشاكل اخرى يكاد ينفرد بها مرض البدانة كالمشاكل النفسية حيث ينظر البعض للبدينين بشكل خاطئ جدا على أنهم ضعيفوا الارادة ومهملون و الا لما وصلوا لهذا الوزن كما أن بعض المرضى يجلد ذاته فيعطي نفسه تقييما منخفضا فيشعر بالحرج والقلق والضعف في المجتمع مع ان غيره من المرضى بأمراض اخرى لا يكون عنده هذا الشعور،اما على الصعيد الاجتماعي والمادي فأن البدينين يعانون كثيرا ليجدوا الملابس والمقاعد و الاسرة …المناسبة و كذلك فرص العمل في بعض الأحيان..ورغم ما يتمتع به الكثير من البدينين من خفة الظل وروح الدعابة والفكاهة وطيبة القلب والمعشر ورغم ما ذكرنا سابقا الا ان البعض لا يزال يستكثر على البدين معالجة نفسه والتخلص من الوزن الزائد وفق الاسس العلمية ومنها الجراحة و يعتقد ان التخلص من الوزن امر سهل وفي متناول الجميع وهو غير ذلك حكما .
ختاما…..وبناء على جميع ما ذكر سابقاً نقول ان البدانة مرض حقيقي ويؤدي الى أمراص متعددة وهي بحاجة إلى علاج وعلاجها يعالج( او يقي) العديد من الامراض وأن الأشخاص المصابين بالبدانة أشخاصاً ( مرضى) بحاجة إلى المساعدة للشفاء من مرضهم و التغلب عليه و الوقاية من الأمراض التي يمكن أن تصيبهم جراء زيادة الوزن الموجود لديهم
م.اعتذر اذا اثارت كتابتي الخوف عند بعض البدينين ولكنها حقائق علمية
ا.د.عبد الرحمن حمادية استشاري عامة وتنظيرية و جراحة بدانة